الطفولة المبكرة من المراحل المهمة للطفل ، وذلك لأنها الأساس في بناء شخصيته وذاته ، كما تعبر عن النضج المبكر حيث التوازن النفسي وارتباط ذلك بتطور قدرات الطفل الذهنية.
وللأوضاع الأسرية أساس كبير في سلامة الطفل وحسن نموه إضافة إلي الوسط المدرسي والصناعي ومحيط الأصدقاء ووسائل الاعلام ، حسب ما ورد بجريدة " الجمهورية " .
وتذكر الدكتورة هيام الشاذلي أستاذ علم النفس بكلية البنات ، أن اللعب يعتبر مدخلاً أساسياً لنمو الطفل عقلياً ومعرفياً واجتماعياً ويمكن تلخيص أهمية اللعب طبقاً لعدة نظريات هي المدخل الأساسي لمعرفة شخصية الطفل ، فقد حدد "شيلر" اللعب في الطاقة الزائدة للطفل وكيفية التخلص منها واكتشاف المهارات الخاصة به.
أما "كارل جروس" فقد حدد اللعب علي أنه وظيفة بيولوجية ومصدر للغرائز ولهذا فاللعب أساسي في الطفولة لتكوين بنيان سليم ، أما "فرويد" فقد حدد اللعب بأنه وسيلة لتخفيف القلق عند الطفل وتعبير عن رغباته ويساعد في خفض مستوي التوتر عند الأطفال ، موضحاً أن الرسم أيضاً نوع من اللعب ويعبر عن الألم وأحزان الطفل وأيضاً عن فرحة وسروره ، أما "كارت" فقد أكد أن اللعب يساعد علي نمو الاعضاء ويساهم في صنع الحوار ، ومعرفة الذات ، والنمو الحركي ، النواحي الاجتماعية.
ويؤكد الدكتور جلال اسماعيل أستاذ علم الاجتماع بآداب عين شمس أن الأطفال في ألعابهم متعددون فهناك طفل غير مشارك وينزوي علي نفسه أثناء لعب الآخرين ، وطفل وحيد وهو الذي يلعب بمفرده دون الاخرين ، أما الطفل المراقب فهو الذي يراقب اللعب ويتحدث إلي أفراد اللعبة دون المشاركة.
وأشار د. جلال إلى أن هناك أيضاً أنواع متعددة للعب فهناك "لعب تقليدي" الذي يقوم فيه الطفل بتقليد أدوار الكبار ومن هنا يكتسب "القدوة في حياته" ، وهناك "لعب اجتماعي" وهو الذي يتعرف فيه الأطفال علي أقرب الناس وهنا يتعلم الحوار والمشاركة في تبادل الأدوار.
وتتحدث الدكتورة ابتسام الجندي الأستاذ بكلية الاعلام عن دور الاعلام المرئي في لعب الأطفال ونعتبر أن التليفزيون وسيلة لتوصية مشاعر وتكوين شخصية الطفل واقناعه بسلوكيات وثقافة معنية وبذلك يكون التليفزيون شريكاً أساسي للأبوين في تربية أطفالهم ، بجانب المدرسة ، ومن هنا يجب علي الابوين متابعة ما يراه الطفل من برامج حتي لا يتعلم بعض السلوكيات الخطأ مثل العنف مثلاً.
وفي النهاية أفادت الدراسات بأن الطفل يتعلم من وسائل التسلية والترفيه الممثلة في البرامج أكثر ما يتعلم من البرامج التعليمية وخاصة في مرحلة الطفولة ، ويميلون إلي تصديق ما يرون دون التفريق بين الحقيقة والخيال.
وتحذر د. ابتسام من الإفراط في مشاهدة التليفزيون لآن ذلك يؤثر علي قدرة الطفل علي الانتباه ويقلل من قدرته علي التعلم.